ارتفاع غير مسبوق في أسعار الذهب بعد بيع الصين لسنداتها من الدولار .. الأونصة 3500 دولار وسط مخاوف عالمية

مع تصاعد القلق الاقتصادي والسياسي في مختلف أنحاء العالم، شهدت أسواق الذهب ارتفاع غير مسبوق، حيث اقتربت الأونصة من حاجز الـ3500 دولار، وهو ما يعكس تزايد الإقبال على هذا المعدن الثمين كملاذ آمن، يعود هذا الارتفاع الكبير إلى مجموعة من العوامل التي أثرت بشكل مباشر على الأسواق العالمية، على رأسها ضعف الدولار وزيادة المخاوف السياسية والاقتصادية.
ارتفاع غير مسبوق في أسعار الذهب
يأتي هذا الارتفاع في وقت يشهد فيه الاقتصاد العالمي حالة من القلق، دفع المستثمرين إلى السعي نحو الذهب كملاذ آمن، مع تراجع الدولار الأمريكي نتيجة للتوترات السياسية والتي كان أبرزها تصعيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، بدأ المستثمرون في الانسحاب من الأسهم والسندات الأمريكية، ما جعل الذهب الخيار الأفضل لهم.
ارتفاع الذهب لمستويات قياسية
وفي الوقت الذي تسود فيه حالة من عدم اليقين الاقتصادي قفزت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1.8%، ليصل سعر الأونصة إلى 3486.39 دولار، في حين ارتفعت العقود الأمريكية الآجلة بنسبة 1.9% لتسجل 3492 دولار، ما يجعل الذهب يصل إلى أعلى مستوى له في تاريخه.
التوترات السياسية تؤجج الشكوك الاقتصادية
تصريحات ترامب التي تطرقت إلى إمكانية إقالة باول كانت بمثابة الشرارة التي أشعلت السوق، وعلى الرغم من أن العديد من الخبراء استبعدوا حدوث الإقالة، إلا أن مجرد وجود هذا التهديد أثار حالة من عدم الاستقرار في الأسواق، مما دفع بالذهب إلى مستويات لم تشهدها الأسواق من قبل، مع التوقعات بأن يتجاوز سعره الـ4000 دولار في حال استمر هذا الضغط على الدولار.
المخاوف من صدمات اقتصادية عالمية
إلى جانب الصراع الداخلي الأمريكي، تتسارع المخاوف الاقتصادية بسبب التوترات التجارية بين الولايات المتحدة ودول أخرى مثل الصين واليابان، بعد فشل المحادثات التجارية بين واشنطن وطوكيو، وفرض الولايات المتحدة رسوماً جمركية على معظم شركائها التجاريين، تتزايد التحذيرات من صدمات اقتصادية قد تعصف بالاقتصاد العالمي، مما يدفع الدول إلى شراء الذهب بكميات ضخمة لحماية احتياطاتها من هذه الصدمات المحتملة.
التوترات التجارية والسياسية
ارتفاع أسعار الذهب إلى هذه المستويات القياسية يعد نتيجة لتشابك عدة عوامل اقتصادية وسياسية، ويعكس بشكل جلي تزايد حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية. مع استمرار التوترات التجارية والسياسية، يبقى الذهب في موقعه كأحد أهم الملاذات الآمنة للمستثمرين حول العالم، في انتظار ما قد تحمله الأيام من مفاجآت اقتصادية قد تدفع بالأسعار إلى آفاق جديدة.